312 رفاعة الطّهطاوي (1261 ـ1290هـ = 1801 ـ 1873م)

رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطّهطاوي. مفكر مصري، من أركان نهضة مصر الفكرية الحديثة. ولد في طَهْطا بصعيد مصر حفظ القرآن الكريم، وقصد القاهرة سنة 1817م، فتعلم بالأزهر، وتخرج فيه عام 1821م، واشتغل بالتدريس فيه حتى عام 1824م، عندما عمل واعظاً بالجيش. ورشحه أستاذه الشيخ حسن العطّار إماماً لأولي بعثات محمد علي إلى فرنسا في عام 1826م، فأرسلته الحكومة المصرية إماماً وواعظاً، مع بعثة من الشبان موفدة إلى فرنسا لتلقي العلوم الحديثة.

تعلم خلال إقامته في فرنسا اللغة الفرنسية، ودرس علوم الغرب، وقرأ الجغرافيا والتاريخ. وعند عودته إلى مصر عام 1830م، تولي رئاسة الترجمة بمدرسة الطب، وأنشأ جريدة الوقائع المصرية، كما أسس مدرسة الألسن عام 1836م وكان مديراً لها. وتخرج علي يديه تراجمة وأساتذة كثيرون، وعندّما تولي الخديوي عباس الأول حكم مصر، أبعد رفاعة الطّهطاوي إلى السودان، ولكنه عاد في عهد الخديوي سعيد، فرأس مدارس الحربية والمحاسبة والهندسة وقلم الترجمة. وفي عهد الخديوي إسماعيل أشرف علي ترجمة القانون المدني الفرنسي، ورأس تحرير مجلة "روضة المدارس سنة 1870م، وأشرف علي تكوين جيل من المفكرين والمثقفين نهض بمهمة الريادة. ويُعدّ من المفكرين التوفقيين بين التراث الإسلامي والحضارة الوافدة. ترجم عدداً من الكتب الفرنسية في مختلف العلوم. من أشهر آثاره: "تعريب القانون المدني الفرنساوي"، وكتاب "قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل والأواخر" (مترجم)، و"مبادئ الهندسة"، (مترجم) ، و"تاريخ قدماء المصريين"، و"الإبريز في تخليص باريز". توفي في القاهرة عن اثنين وسبعين عاماً.